كاتب «سعود واليمن»: الساسة يتبدلون وسياسات الدول الراسخة ثابتة

«الساسة يتبدلون، أما السياسات في الدول الراسخة فثابتة لا تتغير… السياسة السعودية تحرص على استقرارها، ومن ثم استقرار محيطها، وهذا ما يجعلها تهتم باليمن، إلى الحد الذي يُساء فهمه ممن لا يرون فيما تقدمه وتسعى فيه خيراً».

كان هذا ردّ الباحث السياسي اليمني، لطفي نعمان، عندما سألته «الشرق الأوسط» عن السبب وراء تأليفه كتاباً، ظهر في المكتبات حديثاً بعنوان «سعود واليمن».

نعمان أكمل مسيرة توثيقٍ لعلاقات القيادات السياسية السعودية واليمنية، بالكتابة عن الملك الراحل سعود بن عبد العزيز – رحمه الله – واليمن، ويدرس الكتاب «تاريخ العلاقات في عهد الملك الراحل سعود بن عبد العزيز آل سعود ودوره في توطيد العلاقات منذ ولاية العهد حتى تولي الملك فيصل العهد بعده»، بعد أن وثّق سابقاً تاريخ الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – مع اليمن، والذي كان بعنوان: «فيصل والإرياني يلتقيان… العلاقات السعودية اليمنية 1970 – 1974».

واعتبرت «دار جداول» للنشر والترجمة والتوزيع ببيروت التي أصدرت الكتاب، الكتاب «تدويناً أميناً وموضوعياً لمراحل مهمة من تاريخ العلاقات السعودية اليمنية في عهد الملك سعود». وقالت إنه «يترك للقارئ اللبيب إدراك تفاصيل لا تنقصها دقة التوثيق ورقي التحليل ورشاقة الأسلوب المتميز»، كما أنه «يقدم قراءة يمنية خاصة وجديدة لتلك المرحلة، بتدوين فعاليات الملك سعود منذ مطلع الثلاثينات حتى قبيل وفاته آخر الستينات، وما كان يمنحه لليمن من اهتمام خاص بوصفه البلد الجار الشقيق والمهم في شبه الجزيرة». وأضافت الدار، في سياق تعريف الكتاب: «لأن اليمن استحق الاهتمام والعناية (السعودية) في تلك المرحلة وغيرها، فقد استحقت تلك المرحلة والعناية والاهتمام التوثيق والدراسة».

ويقول نعمان، داخل كتابه: «باتساع الكتاب للجانب التوثيقي لفعاليات تلك المرحلة (1934 – 1967) يتسنى تتبع الوقائع لما يصل بعضها ببعض، فتكتمل الصورة بما أمكن اكتمالها دونما محو آثار طيبة أو تجاوز واقعة مؤثرة في سياق العلاقات التاريخية، طبقاً للمتوفر بين أيدينا من مصادر ومراجع وتواريخ دقيقة، تيسر الإمعان الموضوعي والتقدير الهادئ، تحللاً من أي مواقف مسبقة وتصحيحاً للذهنية المعلقة بنزاعات الماضي الطارئة وحزازات التخلف القديمة وأحقاد العاجزين».