الكلاب تتفوق على المختبر في الكشف عن بكتريا اخضرار الحمضيات

وأكد الباحثون ذلك، تحت إشراف تيموثي غوتوولد؛ من وزارة الزراعة الأميركية في مدينة فورت بيرس بولاية فلوريدا الأميركية، في دراستهم التي نشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة «بروسيدنغز» الصادرة عن الأكاديمية الأميركية للعلوم.
أوضح الباحثون أن البكتريا المسببة لـ«اخضرار الحمضيات» تسببت في فقدان ولاية فلوريدا أكثر من 60 في المائة من المساحات المزروعة بالأشجار الحمضية، مثل الليمون والبرتقال واليوسفي، مقارنة بعام 2005. كانت بكتريا «كانديداتوس ليبرباكتر» التي اكتشفت في عام 1930 بالهند والصين، وراء إصابة الأشجار الحمضية بهذا المرض.
وصلت هذه البكتريا مطلع القرن الحادي والعشرين إلى الولايات المتحدة، حيث انتشرت هناك.
تنقل هذه البكتريا بواسطة قمل الموالح الآسيوي «الحمطوطيات»، الذي يصيب أوراق الأشجار الحمضية. وحيث إن هذه الحشرة تستطيع الطيران، فإنها قادرة على نقل العدوى بهذه البكتريا إلى مساحات زراعية واسعة في وقت قصير.
يعتمد الباحثون حالياً على تحليل عينات من الأشجار في المختبر من أجل الكشف عن المجموع الجيني للبكتريا، لإثبات إصابة الأشجار، ثم يقومون بإزالة النباتات المصابة بالبكتريا، في أسرع وقت ممكن، ولكن لا يتم استبعاد الأشجار التي يمكن أن تظل بلا أعراض للإصابة لمدة يمكن أن تصل إلى عامين، مما يجعلها مصدراً لإصابة مناطق أخرى بالعدوى.
ومن هنا جاءت فكرة استخدام كلاب الأثر للباحثين تحت إشراف غوتوولد؛ «حيث تبين أن الكلاب تصبح بعد أسبوعين من التدريب، قادرة على اكتشاف العدوى بهذه البكتريا، بعد أسبوعين من الإصابة»، حسبما جاء عن غوتوولد في بيان عن وزارة الزراعة بولاية فلوريدا.
وأصبحت الكلاب قادرة بعد 7 أشهر من الإصابة، على التعرف على العدوى بدقة 99 في المائة، مما جعلها في هذا التوقيت تتفوق على أفضل الطرق المتوفرة في المختبرات للكشف عن العدوى بهذه البكتريا.
حصل الباحثون تحت إشراف غوتوولد على 20 كلباً تم تدريبها من قبل خبراء أوروبيين.
وكان أكثر هذه الكلاب من سلالة «شيفر» في ألمانيا وبلجيكا.
أصبحت هذه الكلاب قادرة بعد التدرّب لمدة أسابيع عدة، على الكشف عن الأشجار المصابة في إحدى المزارع، وذلك من خلال تشمم رائحة الأشجار المصابة لمدة ثوانٍ معدودة.
في البداية؛ اعتقد الباحثون أن الكلاب تتعرف على رائحة تنبعث من الأشجار عند إصابتها بالبكتريا. ولكن الفحوص الأكثر دقة التي أجراها الباحثون أظهرت أن الكلاب قادرة أيضاً على الكشف عن البكتريا في نباتات أخرى بها حشرة «الحمطوطيات».
كما تبين للباحثين أن هذه الكلاب قادرة أيضاً على الكشف عن هذه البكتريا، حتى في حال وجودها في محلول مخفف جداً… «وتؤكد هذه النتائج أن الكلاب تشعر بهذه البكتريا حتى في حال وجودها بتركيز طفيف، وأن رد فعلها ليس ناتجاً عن استشعار رد فعل العائل لهذه البكتريا».
أثمرت هذه الدراسة الناجحة بالفعل، حيث أصبحت الكلاب تستخدم منذ عام 2018 في مزارع بحثية، وفي مساحات تزرع فيها الأشجار الحمضية بشكل تجاري في جنوب ولاية كاليفورنيا.