ثقافة الحياة بين دلمون والبحرين

شاءت قدرة الله أن تكون أرض البحرين (دلمون) أرض السلام والحب والبحث عن الحياة منذ تاريخها القديم. حيث كان جلجامش (ملك أورك) يعيش عصره الذهبي قبل أن يدرك أن الموت هو ذلك المصير المحتوم وأنه قادم لا محالة. وما أن أدرك جلجامش حتمية الموت من خلال موت صديقه أنكيدو حتى بدأ يفكر في أسرار الموت، وانطلق باتجاه أرض دلمون للبحث عن وسيلة للفرار منه، وهي تتمثل في زهرة الخلود التي ستمكنه -كما كان يعتقد- من هزيمة الموت. وتأتي قدرة الله، وبعد ما يقرب من أربعة آلاف وخمس مئة سنة.

وأمام ما يواجهه الأشقاء الفلسطينيون من اضطهاد، وتشتت، وضياع للأمل، ومتاجرة بالقضية من قبل القريب قبل البعيد تحتضن أرض البحرين يومي 25 و26 يونيو الماضي الورشة الاقتصادية التي جاءت للنهوض بمستوى المعيشة لدى الفلسطينيين والدول المجاورة لهم: مصر والأردن.. لكي توفر للفلسطينيين الأمل مجدداً في الحياة والمساهمة في البناء. حيث ناقشت الخطة أربعة مكونات على درجة كبيرة من الأهمية وهي: البنى التحتية، والصناعة، وتمكين الأفراد، وإصلاح الحكم، لكي تكون المنطقة قابلة للاستثمار.

إن الهدف هنا هو إبعاد القضية الفلسطينية عن المساومات التي تعرضت لها خلال هذه السنوات الطويلة. فكم من الدول التي ركبت زوراً “تيار المقاومة” والدفاع عن القضية الفلسطينية لنجدها في النهاية هي من تساوم على هذه القضية وتحاول إفشال أي حل لها لكي تتمكن من استخدامها كورقة سياسية كلما احتاجت إلى ذلك. وكم من المبالغ الطائلة التي قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية وشقيقاتها من دول الخليج للإخوة الفلسطينيين ولم يرَ أثرها على الإنسان الفلسطيني العادي، بل استأثرت بها فئة معينة، ترى هي الأخرى أن أي حل للقضية الفلسطينية ما هو إلا تجفيف للموارد الاقتصادية التي تنهل منها. وهذا يفسر لنا هذا السباق المحموم من قبل العديد من المؤسسات الإعلامية والأفراد على هذه الورشة التي تهدد مصالحهم.
نقلا عن الرياض