الزواج في الأردن بزمن كورونا: حضور متواضع وتكاليف رمزية

[ad_1]


رغم أمر الدفاع الذي يحظر التجول جزئياً، وإقامة الحفلات واستخدام المركبات الذي فرض منتصف الشهر الماضي، إلا أن الشاب أحمد الخطيب أصر على إتمام زواجه من الفتاة التي أحبها في موعده المضروب منذ أشهر، والذي صادف خلال أزمة كورونا التي يمر بها بلده ومعظم دول العالم، سيما بعد تخفيف إجراءات الحظر والسماح بساعات محددة للخروج من المنزل.

ويقول الخطيب لـ24، إن “حفل الزواج الذي اقتصر على عدد محدود من أفراد أسرته وأسرة عروسه، وأقيم في بيت عروسه، نجح في إيصال السعاده لجميع الحضور الذين عانوا لأكثر من شهر من الملل ورتابة البقاء في البيت لمنع تعرضهم لعدوى فيروس كورونا، رغم عددهم المحدود”.

ويشير إلى “التغييرات التي حصلت في العادات بمثل هذه المناسبة، سيما في عقد القران الذي عقده المأذون عن بعد باستخدام أحد تطبيقات الهاتف الذكي، وعدم المصافحة والتقبيل، والمباعدة بين الحضور لمسافة آمنة في الجلوس وحتى الرقص، إضافة إلى بساطة الحلويات البيتية المقدمة، سيما وأن محال الحلويات مغلقة بأمر الدفاع”.

والد العريس وهو حسين الخطيب، يؤكد لـ24 أن “مثل هذه الطريقة من الزواج التي لم تكن مقبولة اجتماعياً في السابق، أصبحت ممكنة حالياً عبر استخدامات التطبيقات الذكية، مع مواكبة المحاكم الشرعية والفتوى لتطور الزمن والحالة الصحية في البلاد”.

ويؤكد أن”ظرف الزواج الحالي أزاح عن كاهلة الكثير من الأعباء المالية، واضطر من أجلها إلى الاقتراض من البنوك لإتمام زواج ابنه، سيما وأنه الغى استئجار صالة الأفراح وحتى إقامة حفل الغداء”.

ولم يقتصر انخفاض التكاليف على ذلك، كما يشير الخطيب، بل “امتد إلى الاستغناء عن فستان العروس والذي بالعادة يكلف مبلغاً كبيراً، في الوقت الذي تم أيضاً الاستغناء عن الصالون للعروس والذي يكلف أيضاً مبلغاً كبيراً، ويتضاعف المبلغ في حال تزينت مع العروس أخواتها، والتي تكون بالعادة على نفقة العريس”.

ويوضح أن “العروس تزينت من قبل بعض صديقاتها بتكاليف رمزية”.

وشهدت العاصمة عمان وأغلب المحافظات الأردنية حالات زواج مشابهة كثيرة خلال فترة حظر التجول.

ويؤكد الشاب رامي صباهي، أنه “يفضل أن يظل الزواج بهذه الطريقة المنخفضة التكاليف، سيما وأن ظاهرة العنوسة توسعت في المجتمع الاردني بسبب تكاليف مظاهر الزواج”.

ويضيف أن “الأساس في الزواج هو الإعلان، ولكن بعض الناس أصبحوا يبالغون بمظاهر الزواج، بما يجعل العريس مديونا للبنوك لسنوات مقبلة، ما ينغص عليه حياته”.

من جانبه، قال الخبير في علم الاجتماع الدكتور ناصر عرابي، إن “الناس دائماً ما يضطرون إلى اختراع وسائل للتحايل على ظروفهم”، مشيراً إلى أن “حظر التجول وعدوى كورونا فرض على الناس التغيير في عاداتهم لتلبية حاجاتهم”.

ويشير إلى أن “ما هو غير مقبول اجتماعياً بحسب العادات والتقاليد في الأوقات العادية، يصبح مقبولاً في أوقات الأزمات والطوارئ”.

أما استاذ الشريعة في الجامعة الهاشمية اسماعيل عبدالله، فيرى أن “الأساس في الزواج شرعاً هو الإشهار، وما يحدث في عقد الزواج عن بعد جائز باستخدام التقنيات الحديثة وتطبيقات التواصل الاجتماعي على الهواتف الذكية، سيما مع وجود شهود، وهو ما يتوافق مع الشريعة الإسلامية”.

وفرضت السلطات الأردنية على مدى شهر كامل حظراً للتجول وإيقاف العمل في الكثير من القطاعات بسبب عدوى فيروس كورونا، فيما بدا منذ أسبوع إعادة العمل بشكل متدرج إلى أغلب القطاعات، بعد أن تمكن الأردن من تخفيض منحى المرض.

وسجل الأردن منذ بدء أزمة كورونا قبل 46 يوماً 438 إصابة بفيروس كورونا، توفي منها 7 ، فيما بقي تحت العلاج حوالي 138 شخصاً.

[ad_2]

مصدر الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى