الصحوة vs التنوير ! – صحيفة صدى الالكترونية
[ad_1]
تياران اتخذا منطلقا في عدد من الدول العربية التي تعطي مساحة وصلاحيات لتشكيل الأحزاب السياسية، والتيارين لم يحققا أية عملية تنموية في تلك البلدان بل منهم من تآمر عليها لشهوة السلطة أو الخيانة طمعا بالمال والدنيا.
لا فرق بين الإثنين فكلاهما يتلونان لمصالحهما، فالأول متشدد بأفعاله لدرجة أن جعل الناس منغلقين والآخر متفتح بأفعاله ويحاول أن يجعل الناس منسلخين -عفواً -مثقفين وفق نظرهم!
كلاهما متنطع ومتطرف لفكره وكلاهما يشوهان الإسلام الوسطي على منهج السنة والجماعة والسلف الصالح، وكلاهما يؤثران على فكر المواطن العربي و يسعيان للخراب و يأتلفان لتهديد استقرار الدولة فالصحوي خطابه كان باسم الدين والجهاد تحت غطاء تحرير القدس ويفسر القرآن على هواه والتشدد في أمور تعتبر عادية ويطلق أحكاماً دون مراعاة ويتغنى بالرموز الوطنية ، والتنويري يرتكز خطابه على الترفيه المبالغ به وأن الدين فيه يسر كبير ويعظم ويتباكى على ثقافات وعادات الشعوب بل يحترمها ويبجلها ويحتقر كل ملتحي ومتنقبة ومتحجبة ويناقض نفسه باسم حقوق الإنسان ويضلل القرآن وفق هواه ومنهم من يرى أن لا كتاب صحيح إلا القرآن والبخاري مشكوك فيه! ويتملق أيضا للرموز الوطنية .
التيار الصحوي مدعوم من حركة الإخوان خرج من رحمه تيارات متطرفة أمثال داعش والقاعدة وغيرهم ممن يتبنى مفهوم الإسلام السياسي،التيار التنويري أيضا مدعوم من الإخوان ويدور في رحاه القرآنيين والليبراليين والعلمانيين وغيرهم.
كلاهما متطرف ويمارس الوصاية على الناس وكلاهما شر ووبال على أمن الدولة الوطني؛ فهما يغذيان التطرف لدى العوام بتقسيمهم بمسميات لم يعرفها المجتمع الخليجي -على وجه الخصوص – وأغلب ضحاياهم مواطنين سذج جراء ويلاتهم وأفكارهم الهدامة.
وليس لديهما أدنى فكرة عن مفهوم فقه الخلاف أو تبادل الآراء ومفهوم الاجتهاد وضوابطه ومعاييره.
وكلا الخطابين يسعيان إلى (تعطيل الأجيال) وبالتالي تأخر الدولة تنمويا والعودة إلى الوراء تحت ذريعة الصحوة أو التنوير ،وهذا ما يريده الأعداء الذين يعرفوننا تمام المعرفة وأن ديننا بالأصل دين وسطي ومتسامح ومتعاون ويقدر العلم بمختلف ألوانه، لكن هم يريدوننا أن نتأخر ويستخدمون شتى الطرق والأدوات و”النّرد”لتمرير أجندتهم فتارة يدعمون الصحويين وتارة أخرى يدعمون التنويريين وكلهم يرون أن من حق المواطن أن يمارس حريته بالسلوك واللسان والهدف تدمير الأوطان وتقسيمها ونهب ثرواتها لأهداف دينية وطماعية وجعل منطقتنا العربية حالة مستمرة من عدم الاستقرار والفوضى الخلاقة وجعل ديننا أضحوكة لديهم .
إلا أن هذا التيار الذي ينشط حاليا ويمارس وصاية من نوع جديد هو ركوب موجة الثقافة المتحررة ونبذ كل ما هو “ديني” ورميهم باتهامات وإلصاقهم غصبا بالتيارات الإرهابية المتنافضة والمتشددة ويبحثون عن زلات العلماء للنكاية والتشويه وهم براء من أفعالهم ومخططاتهم، وغالب طرحهم كل ما هو شاذ لغرض الشهرة وإثارة الجدل.
تيار الصحوة تيار فكري أفل نجمه كان في زمن أثر على المواطنين في الوطن العربي والحمد لله الذي كشف لنا زيغهم، والتيار التنويري الذي لم يصدق أن يرى اعتذار عائض القرني محاولاً التعميم على كافة المحسوبين على الدين مع أن اعتذاره بنظري جاء متأخرا ولا يكفي بل الأجدر منه أن يفضح كل من كان معه من الصحويين في تلك الفترة خصوصاً أنه كشف عن معلومات دعم الحكومة القطرية لمثل هذه الغايات.
والواقع أنه على غرار التيار الصحوي ويقابله التيار التنويري- بنظري- مدعوم وله أجندة خفية تسعى إلى الوصول إلى السلطة وتبحث عن المرتزقة و”التائبين” والسذج لتمرير رسالة مفادها مرحبا بالعادات الغربية على مذهب خالف تُعرف على شكل رسائل يوجهونها نحو المراهقين عبر وسائل الإعلام المختلفة من ثم العمل على مشروعهم بإخلال نظام السلطة لدى الدول الملكية باسم حقوق المواطن .
نعم مرحبا بالعادات الغربية المحمودة التي ليس فيها هدم للأخلاق ومرحبا بكل ما هو غربي فيه فائدة بل مرحبا بالغربيين أنفسهم بكل احترام وتقدير لقيمنا ليطلعوا على ديننا الوسطي دين السلام الذي لا تشوبه شائبة ولها رسالتها السامية التي حملها خير البشرية صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس.
لا نريد الانغلاق ولا نريد الانسلاخ والدولة غير مسؤولة عن التصرفات الفردية الغريبة من بعض الناس فكل أسرة عربية لابد أن تساهم بنشر الوعي الأخلاقي نحو مجتمعه وعدم تتبع الأفكار المضللة فكلكم راعٍ.
أخيراً، ربما يجول في خاطرك عزيزي القارئ أنه كان الأجدر تغيير عنوان المقال إلى:
الصحوة=التنوير !
[ad_2]
Source link