العلاقة المغربية الجزائرية تطبع الحملات الانتخابية للرئاسة الجزائرية

[ad_1]
انطلقت الحملات الانتخابية للرئاسة في الجزائر وسط أجواء طبعها الرفض والتشكيك ، والملفت للأمر هو تركيز هذه الحملات على ملفات ليست حاضرة في مضاهرات الشارع، مثل صراع الصحراء الغربية، والعلاقة الجزائرية المغربية ، وقد تواصل التحرك السلمي بالجزائر، الذي كانت انطلاقته قبل تسع شهور تقريبا ، بنفس المطالب الثابتة وهي : إقامة دولة مدنية ، وإسقاط رموز النظام السابق ،بعد أن جاء الإعلان عن تنظيم الانتخابات في الشهر المقبل ،أعطى هذا الاعلان مطلبا آخر من مطالب الشعب وهو إلغاء الانتخابات وهذا بعد ترشح وجوه اعتبرها المحتجون من قادة النظام السابق ، وفيما يبدو أن السلطة ورغم شعارات الشارع ماضية في مخطط حملاتها ،وبدأ المرشحون الخمسة في عرض برامجهم التي طبعت وبشكل لافت بموضوع علاقة الجزائر بالمغرب وفتح الحدود بين الجارتين .الوجوه المرشحة للرئاسة الجزائريةالمقبولين في ترشح الانتخابات الرئاسية الجزائرية هم خمسة مستوفين للشروط : “عز الدين ميهوبي” وهو وزير ثقافة سابق، و “علي بن فليس ” و “عبد المجيد تبون” الذين قد سبق لهم أخد منصب رئيس الحكومة ، ثم ” عبد العزيز بلعيد” رئيس حزب جبهة المستقبل ، بالإضافة إلى ” عبد القادر بن قرينة ” رئيس حزب البناء الوطني ،الأخير كان أيضا وزيرا سابقا ،المواجهات في الانتخابات على مايبدو ليست مفتوحة لكل التيارات ، وإنما للوجوه التي قد كانت السلطة تعرفت عليها في وقت سابق .اختلاف واسع في برامج المترشحين واتفاق واحد على علاقة الجزائر بالمغربرغم اختلاف برامج المترشحين إلى أن العلاقة الجزائرية المغربية حضرت في حملاتهم بشكل مكثف ، هذا الموضوع الذي لم يأخد حيزا واضحا في الحراك الشعبي الكبير الذي تشهده البلاد منذ شهور , وفي هذا الموضوع يقول “بوقعدة” في تصريح له أن ملف العلاقة الجزائرية المغربية ليست له أولوية لدى الشارع ليس لأنه غير مهم ولكن لوجود مواضيع طاغية كإسقاط رموز النظام وإلغاء الانتخابات التي لا يرى لها المتظاهرون أي شرعية ، ويضيف الخبير الجزائري أن المرشحين ركزوا على مسألة فتح الحدود بالخصوص في المناطق الحدودية التي يعتبر سكانها الأكثر تضررا من ملف إغلاق الحدود لوجود عائلات تعيش متفرقة على طرفي الحدود، وبالتالي فاستخدام هذه النقطة هنا يأتي “في إطار الاستهلاك الداخلي بهدف ربح أصوات من سكان هذه المناطق”. اتفاق على تحسين العلاقة وتناقض في خطاب المترشحينفي خضم هدا الإتفاق على توطيد العلاقة الجزائرية المغربية يرى المراقبون نوعا من التناقض في خطابات المترشحين ، ففي الوقت الذي يصرحون فيه على تحسين الروابط بين الدولتين وفتح الحدود بينهما ، يضعون شروطا وإيحائات تبين بأن مواقفه ليس بالمختلفة عما كان عليه النظام الجزائري حتى الوقت الراهن في هذا الملف ، وبالتالي لن تعطي أي تحسن بالملف ، وفي هذا السياق أثار تصريح المترشح “عبد المجيد تبون ” جدلا في ربطه لموضوع فتح الحدود باعتذار رسمي من المغرب على فرض التأشيرة على مواطني الجزائر في 1994 ،بينما وضع “بن فليس” المغرب وتونس والصحراء الغربية في سلة واحدة وهو يتحدث عن برنامج لتوطيد العلاقات وفي سياق حديثه وصف الصحراء ب ” الدولة المعلنة المستقلة التي لا لا خلاف حول سيادتها ” كما وصف المرشح “عز الدين ميهوبي”صراع الصحراء الغربية بـ”قضية تصفية استعمار”، كلمات وشروط تكفي لتبين موقفهم لاعتبارها استفزازات في الرباط، ورغم أنه لم يصدر أي رد رسمي من المغرب إلا أن الصحافة المغربية اهتمت بهذه التصريحات ووصفت الشرط بأنه “سخيف وغريب ” .تفسير الأستاذ الجامعي توفيق بوقعدة لهذا التناقضفسر ” بوقعدة” هذا التناقض بأن المرشحين يسعون من جهة لحشد أصوات المتضررين من غلق الحدود مع المغرب ومن ينتقدون الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها الجزائر جراء ذلك، وفي نفس الوقت يتماشون مع “موقف النظام العميق في هذا الموضوع، بالتالي فأي تحسين للعلاقات سيُربط بشروط لا أتوقع أن يقبل بها النظام المغربي و يؤيد ” بوقعدة” ذلك بالقول إن “ملف العلاقات مع المغرب والخلاف حول صراع الصحراء الغربية أكبر من مجرد نقطة في برامج انتخابية لمرشحين للرئاسيات وإنما يرتبط بالنواة الصلبة للنظام وتحديدا بالعقيدة والمنظومة الأمنية للمؤسسة العسكرية، ومواقف المرشحين لا تختلف عن ما كان يصرح به عبد العزيز بوتفليقة في حملاته الانتخابية إذ كان يؤكد على ضرورة فتح الحدود ويقول إن هناك شعبا واحدا في بلدين… ولكن في نهاية المطاف بقيت العلاقات متأزمة” ، وبحسب ما ذكر لا يتوقع الخبير الجزائري أن يحدث أي تحسن في العلاقات بين الرباط والجزائر في حال فوز أي من المرشحين بمنصب الرئاسة.
“>مصدر