تم الإجابة عليه: السؤال عن نصيحة والدين النصيحة. أو وصية لجماعتك .عن خبرة الزمن إن أردت إيصالها فلها هنا وفرة مساحة
[ad_1]
"فإن قال قائل: ما الحُجّة في أنّ كتابَ الله مَحضٌ بلِسان العرب، لا يخلِطُه فيه غيرُه؟ فالحُجّة فيه كتابُ الله، قال الله: (وما أرسلنا مِن رسولٍ إلا بلِسان قومه). فإن قال قائل: فإنّ الرسلَ قبل محمدٍ كانوا يُرسَلون إلى قومهم خاصّةً، وإنّ محمدًا بُعِث إلى الناس كافّةً، فقد يَحتَمِل أن يكون بُعِث بلِسان قومه خاصّةً، ويكونَ على الناس كافّةً أن يَتعَلّموا لِسانَه وما أَطاقُوا مِنه، ويَحتَمِل أن يكون بُعِث بأَلسنتهم: فهل مِن دليلٍ على أنّه بُعث بلِسان قومه خاصّةً دون أَلسنة العجم؟ فقال رحمه الله: "فإذا كانت الألسنةُ مختلِفةً بما لا يَفهَمه بعضُهم عن بعض، فلا بُدّ أن يكون بعضُهم تَبَعًا لبعضٍ، وأن يكون الفضلُ في اللّسان المُتَّبَع على التابِع. وأَوْلى الناس بالفضل في اللّسان مَن لِسانُهُ لِسانُ النبيّ. ولا يجوز -والله أعلم- أن يكون أهلُ لِسانِه أَتْباعًا لأهل لِسانٍ غيرِ لِسانه في حَرفٍ واحدٍ، بل كلُّ لِسانٍ تَبَعٌ للِسانه، وكلُّ أهل دِينٍ قَبلَه فعَلَيهم اتّباعُ دِينه. وقد بَيّن اللهُ ذلك في غير آيةٍ مِن كتابه: قال الله: (وإنّه لَتَنزِيلُ ربّ العالَمين. نَزَل به الرُّوحُ الأمين. على قلبك لتكون من المنذِرين. بلِسانٍ عربيٍّ مبين)، وقال: (وكذلك أَنزَلْناه حُكمًا عربيًّا)". في آياتٍ أخر. قال الشافعي رحمه الله: "فعَلى كلّ مسلمٍ أن يَتَعَلّمَ مِن لِسان العرب ما بَلَغَه جُهدُه، حتى يَشْهَد به أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، ويتلوَ به كتابَ الله، ويَنطِقَ بالذِّكر فيما افتُرِض عليه مِن التَّكبِير، وأُمِر به مِن التسبِيح، والتشهّد، وغيرِ ذلك. وما ازْداد مِن العِلم باللّسان؛ الذي جَعَله اللهُ لِسانَ مَن خَتَم به نُبوّتَه، وأَنزَل به آخرَ كتبه: كان خَيرًا له، كما عليه يَتَعَلَّمُ الصلاةَ والذِّكرَ فيها، ويأتي البَيتَ، وما أُمِر بإتيانه، ويَتوجّهُ لِما وُجِّهَ له، ويكونُ تَبَعًا فيما افتُرِض عليه، ونُدِب إليه، لا مَتبُوعًا. وإنّما بدأتُ بما وصفتُ، مِن أنّ القُرَانَ نَزَل بلِسان العرب دون غيره: لأنّه لا يَعلَم مِن إيضاح جُمَلِ عِلْم الكتاب أَحَدٌ، جَهِل سَعَةَ لِسانِ العرب، وكثرةَ وُجوهه، وجِماعَ معانيه وتَفَرُّقَها. ومَن عَلِمه انتَفَتْ عنه الشُّبَهُ التي دَخَلَت على مَن جَهِل لِسانَها. فكان تَنبِيهُ العامّة على أنّ القُرَانَ نَزَل بلِسان العرب خاصّةً: نَصِيحةً للمسلمين. والنَّصِيحةُ لهم فَرضٌ لا ينبغي تَركُه، وإدراكُ نافِلة خَيرٍ لا يَدَعُها إلّا مَن سَفِهَ نفسَه، وتَرَك مَوضِعَ حَظِّه. وكان يَجْمَع مع النَّصِيحة لهم قِيامًا بإيضاح حَقٍّ، وكان القِيامُ بالحقّ، ونَصِيحةُ المسلمين مِن طاعةِ الله، وطاعةُ الله جامِعةٌ للخَير". الرسالة
[ad_2]
المرجع : قاموس المعاني