السقوط الدموي لعاصمة الخلافة بغداد

[ad_1]

بدأت قصة إمبراطورية المغول سنة 1206 م عندما قام القائد جنكيز خان بتوحيد قبائل المغول في مملكة واحدة قوية ثم حول مملكته إلى إمبراطورية و اجتاح الصين و وسط آسيا و روسيا و أكمل خلفائه من بعده غزو بلاد فارس و كوريا و اليابان و شرق أوروبا و تعتبر إمبراطورية المغول أكبر إمبراطورية متصلة في التاريخ و ثاني أكبر إمبراطورية بعد الإمبراطورية البريطانية حيث أخضع المغول 22% من مساحة اليابسة على الارض.كل الطرق تؤدي إلى بغدادكانت الدولة الخوارزمية في بلاد فارس هي خط الدفاع الأول لحماية العالم الإسلامي من خطر المغول لكن بحلول 1220م كان المغول قد دمروا و ازالو الدولة الخوارزمية و اجتاحو عاصمتها سمرقند و أصبح الطريق مهيئا لاجتياح أراضي الدولة العباسية و بعد غزو المغول للدولة الخوارزمية مات جينكيز خان سنة 1227م و قرر خلفائه تأمين أراضي الإمبراطورية بدلاً من مواصلة الغزو فسكنت الأمور لفترة حتى تولى مونكو خان الحكم و قرر استكمال الغزو نحو الدولة العباسية و المشرق الإسلامي فاختار مونكو خان أخاه هولاكو لقيادة الجيوش المتجهة نحو الخلاف العباسية و بعد تدمير المغول لقلاع طائفة الحشاشين اتجهو للاستيلاء على سلطنة سلاجقة الروم و نجحو في ذلك و هكذا أصبحت كل الطرق تؤدي إلى بغداد .أسباب ضعف الخلافةكانت بغداد عاصمة الخلافة العباسية منذ حوالي 5 قرون و كانت واحدة من أهم حواضر العالم حيث كانت قبلة العلماء و الفلاسفة و طلبت العلم من جميع بقاع الأرض و كانت تحتوي على مكتبة ضخمة تسمى دار الحكمة في تلك الفترة كانت الخلافة العباسية ضعيفة بسبب استقلال الولاة باقاليمهم حيث كانو تابعين فقط اسميا للخليفة يدعون له على المنابر و ينقشون إسمه على العملاة بينما السلطة الفعلية كانت لولاة الأقاليم و ليست للخليفة العباسي و من أسباب ضعف الخلافة العباسية أيضاً هو إعتماد الخلفاء على العنصر التركي و نبذهم للعرب و الفرس و باقي العناصر في الدولة و سرعانما سيطر الترك على دواليب الدولة و اصبحو هم الوزراء و قادة الجيوش و اصبحو يتحكمون ببقاء الخليفة أو  الإطاحة به و في الفترة التي تقدم فيها المغول نحو بغداد كان المسعتصم بالله هو الخليفة العباسي و قد كان شيخاً عجوزا تجاوز السبعين من عمره و قد ذكر عنه المؤرخين الكثير من المواقف التي تنم عن ضعف و عدم رجاحة العقل فقد كان رعب الحكام المسلمين من المغول كبير.دور الخليفة في سقوطهاو لجأ الخليفة العباسي إلى مهادنتهم بالهدايا و المال في محاولة لتجنب الحرب معهم و قد كان هولاكو في أثناء غزواته في بلاد فارس قد طلب من الخليفة أن يمده بالرجال و المؤن لكن يبدو أن الخليفة قد رفض أو ماطل في تلبية طلب هولاكو الذي لما فرغ من غزوه ارسل مهددا إلى الخليفة طالبا منه الحضور إلى مقابلته و تسليم بغداد، أثارت هذه الرسالة مخاوف المسعتصم بالله الذي نصحته حاشيته بارسال المزيد من الذهب و الهدايا إلا أنه بعث برسالة متناقضة تماماً تضمنت التهديد و التباهي بكثرة عدد الجنود و الأتباع و رغم تباهي الخليفة بقوته و مكانته الدينية إلا أنه لم يتخذ أي إجراء لتحصين أسوار بغداد أو تجنيد عدد أكبر من الجنود بل اكتف بالاعتماد على المماليك الترك الذين لم يكن وفائهم أصلا للمدينة.سقوط بغداد الدمويكان يبلغ عدد مقاتلين الجيش المغولي 200 ألف محارب تولى هولاكو قيادتهم بنفسه سنة 1257 و كان الجيش يضم خبراء متفجرات صينيين و عندما وصل إلى حصار بغداد كان قد إنضم إليه الكثير من وحدات التتار و الترك و بدأ الحصار و تم قصف اسوارها بالمنجنيق إلى أن تهدم جزء من أحد الأبراج نجح المغول في تسلقه و مع حلول المساء كانوا قد سيطروا على الأسوار الشرقية و أمر هولاكو الخليفة بأن يأمر سكان بغداد بالخروج من المدينة دون أسلحة و سيعطيهم الأمان فخرج السكان و الجند العزل و غدر بهم المغول و قتلوهم و سجن الخليفة و استبيحت المدينة فقتلوا و نهبو و احرقوا معالم المدينة و دمروا أماكنها المقدسة كالجامع الكبير كما دمروا مكتبة بيت الحكمة التي كانت واحدة من أعظم المكتبات في ذلك الزمان.ترف بني العباسو دخل هولاكو قصر الخليفة و وصل إلى كنوز بني العباس و كانت مخبأة تحت ساحة القصر و كل ما جمعه بني عباس خلال 500 سنة من كنوز أصبح غنيمة للمغول و قد استبيحت بغداد لمدة 40 يوماً فقتلوا من وجدوه من رجال و نساء و اطفال حتى وصل عدد القتلى إلى مليون شخص و كان يقال ان هولاكو أمر بجمع حريم الخليفة و احصائهم فكانو أكثر من 1000 جارية رمي الخليقة في السجن و منع عنه الطعام و عندما طلب شيئا منه أرسل له هولاكو أطباق فيها جواهر و ذهب و فضة و طلب منه أن ياكلها، و في يوم 19 فبراير 1258م أمر هولاكو بإعدامه بعد أن لفه في سجاد قصره و تم دهسه تحت أرجل الخيل بموت المسعتصم بالله سقطت الخلافة العباسية في بغداد و التي دامت أكثر من 500 سنة و كان هو آخر خلفائها.

“>مصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى